يعتبر ابن النفيس هو مكتشف الدورة الدموية الصغرى وذلك عام 1242، وعلى الرّغم من ذلك يعدّ ابن النفيس مجهولاً في كتب الطب حتى هذا الوقت، وقد وجدت له مجموعة مخطوطات يوضّح فيها الدّورة الدمويّة، وأمّا في أوروبا فقد بدأت بعض الأبحاث التي قام بنشرها لأوّل مرة مايكل سيرفتس، وبسبب منع دراسة جسم الإنسان من قبل اللاهوتيين في وقته، فإنّ هذا الاكتشاف بقي غير معروف إلى أن قدّمه علي ابن الحزم أبو الحسن علاء الدّين القرشي نسبةً إلى قرية قرش، والّتي تقع في دمشق، ويطلق عليه أيضاً لقب الدمشقي؛ لأنّه ترعرع وتربّى في دمشق، وبالمصريّ لأنه أمضى جلّ عمره بمصر، ومن أشهر ألقابه لقب ابن النفيس وذلك لنفاسة عقله وجهده، ويعتبر ابن النفيس عالماً موسوعيّاً لأنه طبيب عام، ولأنّه ضليع في علم المنطق وعلم الفقه والحديث وعلم الأصول، ولأنّه عالم باللغة العربيّة من حيث نحوها وصرفها.
نشأة ابن النفيسولد ابن النفيس في قرية تسمّى قرش في سورية ومات في القاهرة، وكبر وترعرع ابن النفيس بدمشق، وتعلّم الطب من أطبائها وخاصّةً مهذب الدين، ثم غادر إلى مصر وعاش في مدينة القاهرة وصار مسؤولاً عن البيمارستان أو المستشفى الناصري الذي أقامه السلطان قلاوون، كما عيّن الطبيب الخاص عند السلطان ببيرس ملك مصر والشام.
وله في الطب العديد من الإنجازات، فقد قدّم إنجازاً في تشريح الحنجرة وجهاز التنفس، وذكر للشرايين شروحات واضحة جداً، وبيّن وظائف كلّ منها، وهو أوّل من طلب من مرضاه الاعتدال في أكل الملح، ووصف الأخطار المتعدّدة للملح، وعلاقته بارتفاع الضغط، وله العديد من الكتب مثل: القانون، وشرح طبيعة الإنسان، والنبات في الأدوية المفردة، والمختار في الأغذية، ورسالة في أوجاع البطن.
الدورة الدمويّةالدورة الدمويّة الصغرى هي عبارة عن جزء من الجهاز الدوري الّذي يتكوّن من: القلب، والأوعية الدموية، والدورة الدموية الصغرى تتألّف من الأوعية الدموية التي تنقل الدم غير المحمّل بالأكسجين من القلب إلى الرئتين، ثمّ تٌعيد الدم المحمّل بالأكسجين إلى القلب مروراً بالبطين الأيمن مرّةً أخرى، وهذا عكس ما يتم في الدورة الدمويّة الكبرى.
ويعبر الدم الفاسد من الجزء الأيمن من القلب الّذي يسمّى البطين الأيمن بواسطة الشرايين الرئوية التي تحمل الدم إلى الرئتين؛ حيث تقوم كريات الدم الحمراء بالتخلّص من غاز ثاني كسيد الكربون وحمل غاز الأكسجين من خلال عمليّة التنفس، ثم يٌغادر الدم المحمّل بالأكسجين من الرئتين عن طريق الأوردة الرئوية، والتي تصبّ داخل الجزء الأيسر من القلب أو ما يسمّى بالأذين الأيسر، وبهذا تنتهي الدورة الدموية الصٌغرى، بعدها يتمّ نقل الدم إلى جميع أجزاء الجسم كافّةً بواسطة الدورة الدموية الكبرى، ومن عظيم قدرة الله سبحانه وتعالى في الخلق أنّ الدورة الدمويّة الصغرى ناقصة في الجنين؛ وذلك لأنّ رئتيه منطبقتان، ويعبر الدم بشكل مباشر من الأذين الأيمن إلى الأذين الأيسر.
المقالات المتعلقة بمن أول من اكتشف الدورة الدموية